حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٩٨
ومضى إلى المدينة المنورة (1).
سفره إلى الكوفة:
وغادر الإمام (عليه السلام) يثرب متوجها إلى الكوفة، فلما انتهى إليها استقبل فيها استقبالا حاشدا، وقد نزل ضيفا في دار حفص بن عمير اليشكري، وقد احتف به العلماء والمتكلمون وهم يسألونه عن مختلف المسائل، وهو يجيبهم عنها، وقد عقد مؤتمرا عاما ضم بعض علماء النصارى واليهود وجرت بينه وبينهم مناظرات أدت إلى انتصاره وعجزهم عن مجاراته، والتفت الإمام (عليه السلام) إلى الحاضرين، فقال لهم:
" يا معاشر الناس، أليس انصف الناس من حاج خصمه بملته وبكتابه، وشريعته؟... ". فقالوا جميعا:
" نعم " فقال (عليه السلام):
" اعلموا أنه ليس بامام بعد محمد (صلى الله عليه وآله) الا من قام بما قام به محمد (صلى الله عليه وآله) حين يفضي له الامر، ولا يصلح للإمامة الا من حاج الأمم بالبراهين للإمامة... ".
وانبرى عالم يهودي فقال له:
" ما الدليل على الامام؟... " فقال (عليه السلام):
" أن يكون عالما بالتوراة والإنجيل والزبور والقرآن الحكيم فيحاج أهل التوراة بتوراتهم، وأهل الإنجيل بإنجيلهم وأهل القرآن بقرآنهم، وأن يكون عالما بجميع اللغات حتى لا يخفي عليه لسان واحد، فيحاج كل قوم بلغتهم، ثم يكون مع هذه الخصال تقيا، نقيا من كل دنس، طاهرا من كل عيب، عادلا، منصفا، حكيما، رؤوفا، رحيما، غفورا، عطوفا، صادقا، مشفقا، بارا أمينا، مأمونا... " (2).
وجرت بينه وبين بعض الحاضرين مناظرات أدت إلى تمسك الشيعة بالامام

(1) البحار 12 / 21 - 23، بتصرف نقلنا الخير.
(2) البحار 12 / 23، نقلنا الحديث بتصرف.
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»
الفهرست