حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٢٩١
الامام السحاب الماطر، والغيث الهاطل، والشمس المضيئة، والأرض البسيطة، والعين الغزيرة، والغدير والروضة، الامام الأمين، الرفيق، والوالد الرقيق والأخ الشفيق، ومفزع العباد في الداهية.
الامام امين الله في أرضه، وحجته على عباده، وخليفته في بلاده، الداعي إلى الله، والذاب عن حرم الله؟؟.
الامام المطهر من الذنوب، المبرأ من العيوب، مخصوص بالعلم مرسوم بالحلم، نظام دين، وعز المسلمين، وغيظ المنافقين وبوار الكافرين.
الامام واحد دهره؟؟، لا يدانيه أحد، ولا يعادله عالم ولا يوجد منه بدل، ولا له مثل، ولا نظير، مخصوص بالفعل كله، من غير طلب منه، له، ولا اكتساب، بل اختصاص من المفضل الوهاب، فمن ذا الذي يبلغ معرفة الامام ويمكنه اختياره؟
هيهات، هيهات، ضلت العقول وتاهت الحلوم، وحارت الألباب، وخسرت العيون وتصاغرت العظماء، وتحيرت الحكماء، وتقاصرت الحلماء وحصرت الخطباء، وجهلت الألباء، وكلت الشعراء، وعجزت الأدباء، وعييت البلغاء عن وصف شأن من شأنه، أو فضيلة من فضائله فأقرت بالعجز والتقصير وكيف يوصف له أو ينعت بكنهه أو يفهم شئ من أمره أو يوجد من يقام مقامه ويغنى غناه كيف وانى وهو بحيث النجم من أيدي المتناولين ووصف الواصفين فأين الاختيار من هذا؟
وأين العقول عن هذا؟ وأين يوجد مثل هذا؟ أظنوا أن يوجد ذلك؟ في غير آل الرسول (صلى الله عليه وآله) كذبتهم والله أنفسهم، وفتنهم الباطل، فارتقوا مرتقى صعبا، دحضا نزل عنه إلى الحضيض أقدامهم.. ".
حفل هذا المقطع من كلام الإمام (عليه السلام) بأهمية الامام، وانه ظل الله في الأرض، وعليه تدور جميع مصالح الأمة، وما تنشده من أهداف، كما ترتبط به إقامة الحدود، وصيانة الثغور، وتحليل الحلال، وتحريم الحرام، وتطبيق احكام الله تعالى على واقع الحياة العامة التي يعيشها المسلمون ومن المؤكد ان هذه الأهداف الأصيلة والمبادئ العليا، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يحققها على مسرح الحياة إلا أئمة الهدى (عليهم السلام) الذين أقصتهم أئمة الظلم والجور عن مراكزهم التي منحها الله لهم، فعانت الأمة من جراء ذلك جميع ألوان الظلم والجور.
ويواصل الإمام (عليه السلام) حديثه بالإشادة بأئمة أهل البيت (عليهم السلام)، ومناهضة أئمة الجور، وينعى على الذين أقاموهم يقول
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»
الفهرست