ذلك الجرب، وإن شئت فكل من الطياهيج (1) إذا احتجمت، واشرب عليه من الشراب المزكى الذي ذكرته أولا، وادهن بدهن الخيري أو شئ من المسك وماء الورد، وصب منه على هامتك ساعة فراغك من الحجامة. وأما في الصيف فإذا احتجمت فكل السكباج (2) والهلام (3) والمصوص (4) والحامض، وصب على هامتك دهن البنفسج بماء الورد، وشيئا من الكافور، واشرب من ذلك الشراب الذي وصفته لك بعد طعامك، وإياك وكثرة الحركة والغضب، ومجامعة النساء ليومك.... ".
عرض الإمام (عليه السلام) في هذا المقطع للحجامة التي تعود على البدن بأعظم الفوائد، وتعيد له نشاطه، وتنفي عنه الأسقام والأمراض، فهي أعظم وصفة، وأكثرها نجاحا للمصابين بارتفاع الضغط الدموي، فالدم الذي يخرج انما يخرج من صغار العروق المبثوثة في اللحم - على حد تعبير الامام - وهو لا يوجب ضعفا في البدن، وقد ذكر الامام بعض الأمراض التي تعالج بالحجامة وهي:
أ - احتقان الأسنان واللثة.
ب - أمراض الكلى المزمنة والمثانة والرحم.
ج - قلة الحيض.
د - البثور والدمامل.
وقد وصف الامام عملية الحجامة، وأحاط بجميع جوانبها، وما ينبغي أن يستعمله الانسان بعدها، وما ينبغي له تركه من الأطعمة والأشربة.
كما عرض الامام إلى الفصد، وذكر الأوردة التي تفصد كحبل الذراع والقيفال، وذكر أيضا ما ينبغي استعماله بعد الفصد من شرب بعض المشروبات المنعشة، كما منع من بعض الأطعمة التي تسبب بعض المخاطر.
قال (عليه السلام): " واحذر يا أمير المؤمنين أن تجمع بين البيض والسمك في المعدة في وقت واحد