حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٢٢٩
منها، وما ينبغي أن لا يشرب لأنه مما يضر بالصحة العامة لقد كان وصف الامام للمياه وصفا دقيقا، لم يسبق أن عرض لها بهذه الكيفية غيره.
قال (عليه السلام):
" وقد وصفت لك يا أمير المؤمنين فيما تقدم من كتابي هذا ما فيه كفاية لمن أخذ به، وانما أذكر أمر الجماع، فلا تدخل النساء من أول الليل صيفا، ولا شتاء، وذلك لان المعدة والعروق تكون ممتلية، وهو غير محمود، ويتولد منه القولنج والفالج واللقوة، والنقرس، والحصاة والتقطير، والفتق، وضعف البصر، ورقنه، فإذا أردت ذلك فليكن في آخر الليل فإنه أصلح للبدن، وأرجى للولد وأزكى للعقل في الولد، الذي يقضي الله بينهما.
ولا تجامع امرأة حتى تلاعبها، وتكثر ملاعبتها، وتغمز ثدييها فإنك إذا فعلت ذلك غلبت شهوتها، واجتمع ماؤها لان ماءها يخرج من ثدييها، والشهوة تظهر من وجهها وعينيها، واشتهت منك مثل الذي تشتهيه منها، ولا تجامع النساء إلا وهي طاهرة، فإذا فعلت ذلك، فلا تقم قائما ولا تميل جالسا، ولكن تميل على يمينك، ثم انهض للبول إذا فرغت من ساعتك شيئا، فإنك تأمن من الحصاة بإذن الله تعالى. ثم اغتسل واشرب من ساعتك شيئا من الموميائي بشراب العسل أو بعسل منزوع الرغوة، فإنه يرد من الماء مثل الذي خرج منك.
واعلم يا أمير المؤمنين أن جماعهن، والقمر في برج الحمل أو الدلو من البروج أفضل، وخير من ذلك أن يكون في برج الثور لكونه شرف القمر (1).
ومن عمل فيما وصفت في كتابي هذا، ودبر به جسده أمن بإذن الله تعالى من كل داء، وصح جسمه بحول الله وقوته، فان الله يعطي العافية لمن يشاء ويمنحها إياه والحمد لله أولا وآخرا، وظاهرا وباطنا... ".
وتناول الإمام (عليه السلام) - في هذا المقطع - الحياة الجنسية، وقد أدلى بكثير من الجوانب المهمة التي يجهلها الناس، فقد حذر من اتيانها في أول الليل، وذلك لما يترتب عليها من الاضرار التي منها الإصابة بما يلي:
أ - بالقولنج.

(1) قال المجلسي: ولعل ذكر هذه الأمور - إن كان منه - لبعض المصالح موافقة لما اشتهر في ذلك الزمام عند المأمون وأصحابه من العمل بآراء الحكماء.
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»
الفهرست