حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٢٢٧
ولا يخرج فيها باسور (1) فليدهن حاجته من دهن رأسه، ومن أراد أن لا تسقط أذناه (2) ولهاتاه فلا يأكل حلوا حتى يتغرغر بعده بخل، ومن أراد أن لا يصيبه اليرقان فلا يدخل بيتا في الصيف أول ما يفتح بابه، ولا يخرج منه أول ما يفتح بابه في الشتاء غدوة، ومن أراد أن لا يصيبه ريح في بدنه فليأكل الثوم كل سبعة أيام مرة، ومن أراد أن لا تفسد أسنانه فلا يأكل حلوا إلا بعد كسرة خبز، ومن أراد أن يستمري طعامه فليتكئ بعد الاكل على شقه الأيمن، ثم ينقلب بعد ذلك على شقه الأيسر حتى ينام، ومن أراد أن يذهب البلغم من بدنه، وينقصه فليأكل كل يوم بكرة شيئا من الجوارش (3) الحريف، ويكثر دخول الحمام ومضاجعة النساء، والجلوس في الشمس، ويجتنب كل بارد من الأغذية فإنه يذهب البلغم ويحرقه، ومن أراد أن يطفئ لهب الصفراء فليأكل كل يوم شيئا رطبا باردا ويروح بدنه، ويقل الحركة، ويكثر النظر إلى من يحب. ومن أراد ان يحرق السوداء فعليه بكثرة القئ وفصد العروق، ومداومة النورة، ومن أراد أن يذهب بالريح البارد فعليه بالحقنة، والأدهان اللينة على الجسد وعليه بالتكميد بالماء الحار بالابزن (4) ومن أراد أن يذهب عنه البلغم فليتناول بكرة كل يوم من الأطريفل الصغير مثقالا واحدا... ".
عرض الإمام (عليه السلام) في أكثر فصول هذا المقطع إلى صحة أعضاء الانسان، فوضع الوصفات الصحية لسلامتها ووقايتها من الإصابة بالأمراض، فقد وضع الأسس الكفيلة للوقاية من الزكام الذي هو فاتحة الأمراض وقد اعطى الوصفة في الشتاء، ووصفة أخرى في أيام الصيف.
لقد أبدى الإمام (عليه السلام) نصائحه الطبية لسلامة أجهزة بدن الانسان، ووضع لها الوصفات الناجحة التي تحسم الداء.
قال (عليه السلام):
" واعلم يا أمير المؤمنين أن المسافر ينبغي له أن يتحرز من الحر إذا سافر وهو ممتلئ من الطعام، ولا خالي الجوف، وليكن على حد الاعتدال، وليتناول من الأغذية

(1) في نسخة باثور وهو الأصح.
(2) سقوط الاذن واللهاة تراخيهما ولعله يريد بالاذن اللوزيتين.
(3) الجوارش الحريف: كالكمون والفلافل وأشباههما.
(4) الأبزن: ظرف فيه ماء حار توضع فيه الأدوية الخاصة لجلوس المريض فيه.
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»
الفهرست