حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ١٦٥
" هذا هو والله الجواب " (1).
لقد خلق الله العقل فجعله الحجة على الانسان فإذا ما اطاعه جلب الرحمة له، وإذا عصاه جلب الشقاء له، وبه يعرف الصادق من الكاذب، والمحق من المبطل، فهو الحجة من الله على عباده.
احتجاجه على رجل:
ودخل عليه رجل لم يذكر المؤرخون اسمه، فلما استقر به المجلس التفت إلى الإمام (عليه السلام) فقال له:
" يا بن رسول الله ما الدليل على حدوث العالم؟ " فأجابه الامام بالدليل الحاسم:
" إنك لم تكن، ثم كنت وقد علمت أنك لم تكون نفسك ولا كونك من هو مثلك " (2). احتجاجه على اصطفاء العترة:
ومن بين احتجاجات الإمام الرضا (عليه السلام) هذا الاحتجاج الذي دلل فيه على اصطفاء العترة الطاهرة، وأقام على ذلك أوثق الأدلة، وكان ذلك بحضور المأمون وجماعة من علماء العراق وخراسان فقد سأل المأمون العلماء عن معنى هذه الآية:
(ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) (3).
وبادر العلماء فقالوا: ان الذين اصطفاهم الله هم المسلمون كلهم والتفت المأمون إلى الامام فقال له:
ما تقول: يا أبا الحسن؟ ".
" لا أقول: كما قالوا: ولكن أقول: أراد الله تبارك وتعالى العترة الطاهرة (عليهم السلام) ".
وسارع المأمون، وقد استفزه قول الإمام، فقال:
" كيف عنى العترة دون الأمة؟ ".

(١) الاحتجاج ٢ / 224 - 225.
(2) الاحتجاج (2 / 170 - 171).
(3) سورة فاطر / آية 32.
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»
الفهرست