حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ١٧٨
ونصدق بكتابه الصادق، (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) وانه كتابه المهيمن على الكتب كلها، وانه حق من فاتحته إلى خاتمته، نؤمن بمحكمه ومتشابهه، وخاصه وعامه، ووعده ووعيده، وناسخه ومنسوخه، وأخباره لا يقدر واحد من المخلوقين أن يأتي؟؟ بمثله، وان الدليل والحجة من بعده أمير المؤمنين والقائم بأمور المسلمين، والناطق عن القرآن، والعالم بأحكامه أخوه، وخليفته ووصيه، والذي كان منه بمنزلة هارون من موسى، علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، وامام المتقين وقائد الغر المحجلين، يعسوب المؤمنين، وأفضل الوصيين بعد النبيين، وبعده الحسن والحسين (عليهما السلام)، واحدا بعد واحد إلى يومنا هذا، عترة الرسول، وأعلمهم بالكتاب والسنة، وأعدلهم بالقضية، وأولاهم بالإمامة في كل عصر وزمان، وانهم العروة الوثقى، وأئمة الهدى والحجة على أهل الدنيا حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وهو خير الوارثين، وان كل من خالفهم ضال مضل، تارك للحق والهدى وانهم المعبرون عن القرآن، الناطقون عن الرسول بالبيان من مات لا يعرفهم بأسمائهم، وأسماء آبائهم مات ميتة جاهلية وان من دينهم الورع والعفة، والصدق والصلاح، والاجتهاد وأداء الأمانة إلى البر والفاجر، وطول السجود والقيام بالليل واجتناب المحارم، وانتظار الفرج بالصبر، وحسن الصحبة، وحسن الجوار، وبذل المعروف، وكف الأذى، وبسط الوجه والنصيحة والرحمة للمؤمنين ".
وحكى هذا المقطع الثناء على الله تعالى وتمجيده، وذكر بعض صفاته، كما حفل بالثناء على الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وانه الملهم الأول لفكر الانسان بالخير والفضل، وانه هو الذي اختاره الله تعالى لرسالته، وانقاذ عباده من حضيض الجهل، وقد أتحفه تعالى بالمعجزة الخالدة، وهي القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فهو الدستور لاصلاح الانسان، ومعالجة جميع قضاياه ومشاكله.
كما عرض؟؟ الإمام (عليه السلام) إلى رائد الحق والعدالة في الاسلام وصي الرسول وخليفته من بعده الامام أمير المؤمنين (عليه السلام)، وإمام المتقين وأفضل الوصيين، وأشاد (عليه السلام) بالأئمة الطاهرين الذين هم على الخير أدلة هذه الأمة إلى الجنة ومسالكها، الناطقون عن الرسول (ص) والمعبرون عن القرآن فقد أدوا أمانة الله وأوضحوا احكامه وبلغوا رسالته..
وبعد هذا العرض شرع الإمام (عليه السلام) في بيان جوامع الشريعة الغراء قال:
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»
الفهرست