حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ١١٠
وهذا السؤال مرتبط بما قبله، وقد أوضحناه.
ج 12 - هل ترى من ذلك الضوء أكثر مما تراه في عينك؟
عمران: نعم.
الامام: فأرناه.
وسكت عمران، ولم يدر ما يقول، فقد سد الامام عليه كل نافذة يسلك منها، وواصل الامام حديثه قائلا:
" فلا أرى النور إلا وقد دلك، ودل المرآة على أنفسكما من غير أن يكون في واحد منكما، ولهذا أمثال كثيرة غير هذا لا يجد الجاهل فيها مقالا ولله المثل الاعلى ".
تأجيل المناظرة:
وحضر وقت الصلاة، ولم يجد الامام بدا من تأجيل المناظرة فالتفت إلى المأمون، فقال له: الصلاة حضرت، وخاف عمران من عدم استئناف الحوار بينه وبين الامام، فقال له:
" يا سيدي لا تقطع علي مسألتي، فقد رق قلبي... ".
فأوعده الإمام (عليه السلام) بالعودة إلى مناظرته، ونهض الامام فأدى فريضة الصلاة.
استئناف المناظرة:
وعادت الجلسة، وقد حضرها المأمون، وكبار العلماء والقادة، والتفت الإمام (عليه السلام) إلى عمران فقال له:
" سل يا عمران... ".
س 13 - " يا سيدي ألا تخبرني عن الله عز وجل، هل يوحد بحقيقة أو يوحد بوصف؟... ".
ج 13 - إن الله المبدئ، الواحد الكائن الأول، لم يزل واحدا لا شئ معه، فردا لا ثاني معه، لا معلوما - يعني بحقيقته - ولا مجهولا، ولا محكما، ولا متشابها، ولا مذكورا، ولا منسيا، ولا شيئا يقع عليه اسم شئ من الأشياء، ولا من وقت كان ولا إلى وقت يكون، ولا بشئ قام، ولا إلى شئ يقوم ولا إلى شئ استند، ولا في شئ استكن، وذلك كله قبل لخلق (1) إذ لا شئ غيره، وما أوقعت عليه من الكل

(1) في نسخة قبل خلقه الخلق.
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست