حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ١٢٥
ان ما لم يزل لا يكون مفعولا.. ".
وراح سليمان يغالط نفسه قائلا:
" ليس الأشياء إرادة، ولم يرد شيئا... ".
ورد الامام عليه قائلا:
" وسوست يا سليمان، فقد فعل، وخلق ما لم يزل خلقه، وفعله وهذه صفة من لا يدري ما فعل؟ تعالى عن ذلك... ".
وغالط سليمان فقال:
" يا سيدي فقد أخبرتك انها كالسمع والبصر والعلم.. ".
وصاح به المأمون قائلا:
" ويلك يا سليمان كم هذا الغلط والتردد؟ اقطع هذا، وخذ في غيره، إذ لست تقوى على غير هذا الرد.. ".
والتفت الامام إلى المأمون، قائلا:
" دعه يا أمير المؤمنين، لا تقطع عليه مسألته، فيجعلها حجة... ".
ونطر الامام إلى سليمان قائلا:
" تكلم يا سليمان.. " ومضى سليمان قائلا:
" قد أخبرتك أنها - أي الإرادة - كالسمع والبصر والعلم.. ".
فرد عليه الامام:
" لا بأس اخبرني عن معنى هذه؟ أمعنى واحد أم معان مختلفة؟... ".
" معنى واحد... ".
" فمعنى الإرادات كلها معنى واحد؟..
" نعم.. " ورد عليه الامام ببالغ الحجة قائلا:
" فإذا كان معناها واحدا كانت إرادة القيام وإرادة القعود وإرادة الحياة وإرادة الموت، إذا كانت ارادته واحدة لم تتقدم بعضها بعضا، ولم يخالف بعضها بعضا، وكانت شيئا واحدا... ".
وأجاب سليمان قائلا:
" إن معناها مختلف... ".
(١٢٥)
مفاتيح البحث: الحج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست