حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ١٣١
فقال (عليه السلام):
" كلام الخالق لمخلوق، ليس ككلام المخلوق لمخلوق، ولا يلفظ بشق فم ولسان، ولكن يقول: (كن) فكان بمشيئته ما خاطب به موسى من الأمر والنهي من غير تردد في نفس؟... ".
ان كلام الله تعالى ليس بواسطة الجارحة كما في كلام الانسان، فإنه تعالى يستحيل عليه ذلك، إذ ليس كمثله شئ، ولا قائل.
س 2 - " ما تقول في الكتب؟... ".
ج 2 - " التوراة والإنجيل والزبور، والفرقان، وكل كتاب انزل كان كلام الله، أنزله للعالمين نورا وهدى، وهي كلها محدثة، وهي غير الله حيث يقول: (ويحدث لهم ذكرا) (1) وقال: (ما يأتيهم من ذكر من ربهم إلا استمعوه وهم يلعبون) (2) والله أحدث الكتب كلها التي أنزلها.. ".
س 3 - " هل تفنى؟ - أي الكتب - ".
ج 3 - " أجمع المسلمون على أن ما سوى الله فان، وما سوى الله فعل الله، والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان فعل الله، ألم تسمع الناس يقولون: " رب القرآن " وان القرآن يقول يوم القيامة: " يا رب هذا فلان - وهي أعرف به منه - قد أظمأت نهاره وأسهرت ليله، فشفعني فيه " وكذلك التوراة والإنجيل والزبور وهي كلها محدثة، مربوبة، أحدثها من ليس كمثله شئ، هدى لقوم يعقلون، فمن زعم أنهن لم يزلن معه، فقد أظهر: أن الله ليس بأول قديم، ولا واحد، وان الكلام لم يزل معه، وليس له بدو، وليس بإله... ".
س 4 - " إنا روينا: إن الكتب كلها تجئ يوم القيامة، والناس في صعيد واحد، قيام لرب العالمين، ينظرون حتى ترجع فيه، لأنها منه، وهي جزء منه، فإليه تصير. ".
ج 4 - " هكذا قالت النصارى في المسيح انه روحه، جزء منه، ويرجع فيه، وكذلك قالت المجوس: في النار والشمس أنهما جزء منه ترجع فيه. تعالى ربنا أن يكون متجزيا أو مختلفا، وإنما يختلف، ويأتلف المتجزي لان كل متجزي متوهم

(1) سورة طه / آية 113.
(2) سورة البقرة / آية 21.
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»
الفهرست