حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ١٠٧
أراد لامام (عليه السلام) أن صدور الافعال والأعمال المختلفة من الله تعالى ليست على غرار غيره من الممكنات التي تحتاج إلى العلل والأسباب كالعقل، وغيره من سائر الجوارح الظاهرية، فإنه تعالى يستحيل عليه ذلك.
س 4 - يا سيدي الا تخبرني عن حدود خلقه كيف هي؟ وما معانيها؟ وعلى كم نوع يكون؟... ".
واستفسر عمران عن حدود المخلوقات التي تميز بعضها عن بعض فاجابه الامام:
ج 4 - قد سألت فاعلم أن حدود خلقه على ستة أنواع: ملموس، وموزون، ومنظور إليه، وما لا ذوق له، وهو الروح، ومنها منظور إليه، وليس له وزن، ولا لمس، ولا حس، ولا لون، ولا ذوق، والتقدير والاعراض والصور، والطول، والعرض، ومنها العمل والحركات التي تصنع الأشياء وتعملها، وتغيرها من حال إلى حال وتزيدها، وتنقصها، فأما الأعمال والحركات فإنها تنطلق لأنه لا وقت لها أكثر من قدر ما يحتاج إليه، فإذا فرغ من الشئ انطلق بالحركة، وبقي الأثر، ويجري مجرى الكلام الذي يذهب ويبقى أثره.. " وحفل جواب الإمام (عليه السلام) بذكر الخواص والصفات التي تتميز بها الأشياء سواء أكانت من الكائنات الحية أم من غيرها.
س 5 - يا سيدي: ألا تخبرني عن الخالق إذا كان واحدا لا شئ غيره، ولا شئ معه، أليس قد تغير بخلقه الخلق.. ".
ومعنى هذا السؤال ان الحقائق الطبيعية التي أوجدها الله تعالى انها توجب تغير الخالق العظيم بتغييرها، وهذا انما يلزم على القول باتحادها معه تعالى ذاتا، وهذا مستحيل.
ج 5 - " قديم لم يتغير عز وجل بخلقه الخلق، ولكن الخلق يتغير، بتغييره.. ".
وحاصل جواب الإمام (عليه السلام) ان الخالق العظيم لما كان هو الصانع والموجد للأشياء، وهو قديم فلا يلزم منه التغيير بتغيير الممكنات والكائنات.
س 6 - " يا سيدي فبأي شئ عرفناه؟.... ".
ج 6 - " بغيره...
ان جميع ما في الكون مما يرى، ومما لا يرى يدلل على وجود الخالق العظيم،
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»
الفهرست