أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٣١١
درج الناس على إجلال العظماء وتوقيرهم بما يستحقونه من صور الاجلال والتوقير، تكريما لهم وتقديرا لجهودهم ومساعيهم في سبيل أممهم.
ومن هنا كان السلام الجمهوري والتحية العسكرية فرضا على الجنود، تبجيلا لقادتهم وإظهارا لاخلاصهم لهم.
فلا غرابة أن يكون من حقوق النبي صلى الله عليه وآله على أمته - وهو سيد الخلق وأشرفهم جميعا - تعظيمه والصلاة عليه، عند ذكر اسمه المبارك أو سماعه، وغيرهما من مواطن الدعاء.
وقد أعربت الآية الكريمة عن بالغ تكريم الله تعالى وملائكته للنبي صلى الله عليه وآله ان الله وملائكته يصلون على النبي، ثم وجهت الخطاب إلى المؤمنين بضرورة تعظيمه والصلاة والسلام عليه يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.
وجاءت نصوص أهل البيت عليهم السلام توضح خصائص ورغبات الصلاة عليه، بأسلوب شيق جذاب.
فمن ذلك ما جاء عن ابن أبي حمزة عن أبيه، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل (إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما). فقال: الصلاة من الله عز وجل رحمة، ومن الملائكة تزكية، ومن الناس دعاء. وأما قوله عز وجل (وسلموا تسليما)، فإنه يعني بالتسليم له فيما ورد عنه. قال: فقلت له: فكيف نصلي على محمد وآله؟
قال: تقولون صلوات الله وصلوات ملائكته وأنبيائه ورسله وجميع
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»