أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٢٩٩
الحقوق الإلهية تتفاوت الحقوق بتفاوت أربابها، وقيم عطفهم وفضلهم على المحسنين إليهم.
فللصديق حق معلوم، ولكنه دون حق الشقيق البار العطوف، الذي جمع بين آصرة القربى وجمال اللطف والحنان.
وحق الشقيق دون حق الوالدين، لجلالة فضلهما على الولد وتفوقه على كل فضل.
وبهذا التقييم ندرك عظمة الحقوق الإلهية، وتفوقها على سائر الحقوق، فهو المنعم الأعظم الذي خلق الانسان، وحباه من صنوف النعم والمواهب ما يعجز عن وصفه وتعداده، ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض، وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة (لقمان: 20).
وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها (إبراهيم: 34).
فكيف يستطيع الانسان حد تلك الحقوق وعرضها، والاضطلاع بواجب شكرها، إلا بعون الله تعالى وتوفيقه.
فلا مناص من الإشارة إلى بعضها والتلويح عن واجباتها، وهي بعد احراز الايمان بالله، والاعتقاد بوحدانيته، واتصافه بجميع صفات الكمال وتنزيهه عما لا يليق بجلال ألوهيته.
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»