الحسد وهو تمني زوال نعمة المحسود، وانتقالها للحاسد، فإن لم يتمن زوالها بل تمنى نظيرها، فهو غبطة، وهي ليست ذميمة.
والحسد من أبشع الرذائل وألأم الصفات، وأسوأ الانحرافات الخلقية أثرا وشرا، فالحسود لا ينفك عن الهم والعناد، ساخطا على قضاء الله سبحانه في رعاية عبيده، وآلائه عليهم، حانقا على المحسود، جاهدا في كيده، فلا يستطيع ذلك، فيعود وبال حسده عليه، ويرتد كيده في نحره.
ناهيك في ذم الحسد والحساد، وخطرها البالغ، أن الله تعالى أمر بالاستعاذة من الحاسد، بعد الاستعاذة من شر ما خلق قائلا: ومن شر حاسد إذا حسد (الفلق: 5) لذلك تكاثرت النصوص في ذمه والتحذير منه:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الحسد يأكل الحسنات، كما تأكل النار الحطب (1).
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من