غرور النسب وقد يغتر بعضهم برفعة أنسابهم، وانحدارهم من سلالة أهل البيت عليهم السلام، فيحسبون أنهم ناجون بزلفاهم، وإن انحرفوا عن نهجهم، وتعسفوا طرق الغواية والضلال.
وهو غرور خادع حيث أن الله تعالي يكرم المطيع ولو كان عبدا حبشيا، ويهين العاصي ولو كان سيدا قرشيا.
وما نال أهل البيت عليهم السلام تلك المآثر الخالدة ونالوا شرف العزة والكرامة عند الله عز وجل الا باجتهادهم في طاعة الله، وتفانيهم في مرضاته.
فاغترار الأبناء بشرف آبائهم وعراقتهم، وهم منحرفون عن سيرتهم، من أحلام اليقظة ومفاتن الغرور.
أرأيت جاهلا غدا عالما بفضيلة آبائه؟ أو جبانا صار بطلا بشجاعة أجداده؟ أو لئيما عاد سخيا معطاءا بجود أسلافه؟ كلا، ما كان الله تعالى ليساوي بين المطيع والعاصي، وبين المجاهد والوادع.
أنظر كيف يقص القرآن الكريم ضراعة نوح عليه السلام إلى ربه في استشفاع وليده الحبيب ونجاته من غمرات الطوفان الماحق، فلم يجده