(د) غرور المال وهكذا يستثير المال كوامن الغرور، ويعكس على أربابه صورا مقيتة من التلبيس والخداع.
فهو يفتن الأثرياء من عشاق الجاه، ويحفزهم على السخاء والأريحية، بأموال مشوبة بالحرام، ويحبسون أنهم يحسنون صنعا، وهم مخدوعون مغرورون.
وقد يتعطف بعضهم على البؤساء والمعوزين جهرا ويشح عليهم سرا، كسبا للسمعة والاطراء، وهو مغرور مفتون.
ومنهم من يمتنع عن أداء الحقوق الإلهية المحتمة عليه بخلا وشحا، مكتفيا بأداء العبادات التي لا تتطلب البذل والانفاق، كالصلاة والصيام، زاعما براءة ذمته بذلك، وهو مفتون مغرور، إذ يجب أداء الفرائض الإلهية مادية وعبادية، ولكل فرض أهميته في عالم العقيدة والشريعة.
ومن أجل ذلك كان المال من أخطر بواعث الغرور ومفاتنه.
فعن الصادق عليه السلام قال: يقول إبليس: ما أعياني في ابن آدم فلن يعييني منه واحدة من ثلاثة: أخذ مال من غير حله، أو منعه من حقه، أو وضعه في غير وجهه (1).