أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٢١٢
المفروضة عليه، أو إنفاقه في مجالات الغواية والمنكرات، كما أوضحت غوائله النصوص السالفة.
وهو إلى ذلك من أقوى الصوارف والملهيات عن ذكر الله عز وجل، والتأهب للحياة الأخروية الخالدة.
يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله، ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون (المنافقون: 9) فليس المال مذموما إطلاقا، وإنما يختلف باختلاف وسائله وغاياته، فان صحت ونبلت كان مدعاة للحمد والثناء، وإن هبطت وأسفت كان مدعاة للذم والاستنكار.
ولما كانت النفوس مشغوفة بالمال، ومولعة بجمعه واكتنازه، فحري بالمؤمن الواعي المستنير، أن لا ينخدع ببريقه، ويغتر بمفاتنه، وأن يتعظ بحرمان المغرورين به، والحريصين عليه، من كسب المثوبة في الآخرة، وإفلاسهم مما زاد عن حاجاتهم وكفافهم في الدنيا، فإنهم خزان أمناء، يكدحون ويشقون في ادخاره، ثم يخلفونه طعمة سائغة للوارثين، فيكون عليهم الوزر ولأبنائهم المهنى والاغتباط.
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»