أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٢١١
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله،: إن الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم، وهما مهلكاكم (1).
المال بين المدح والذم:
للمال محاسنه ومساوئه، ومضاره ومنافعه، فهو يسعد ويشقي أربابه تبعا لوسائل كسبه وغايات إنفاقه.
فمن محاسنه: أنه الوسيلة الفعالة لتحقيق وسائل العيش، ونيل مآرب الحياة، وأشواقها المادية، والسبب القوي في عزة ملاكه واستغنائهم عن لئام الناس، والذريعة الهامة في كسب المحامد والأمجاد. كما قال الشريف الرضي رحمه الله:
اشتر العز بما بيع * فما العز بغالي بالقصار الصفر إن * شئت أو السمر الطوال ليس بالمغبون عقلا * من ثرى عزا بمال إنما يدخر المال * لحاجات الرجال والفتى من جعل الأموال * أثمان المعالي كما أن المال من وسائل التزود للآخرة، وكسب السعادة الأبدية فيها.
ومن مساوئ المال: أنه باعث على التورط في الشبهات، واقتراف المحارم والآثام، كاكتسابه بوسائل غير مشروعة، أو منع الحقوق الإلهية

(1) الوافي ج 3 ص 152 عن الكافي.
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»