أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٢١٤
ذلك لكفر ابنه وغوايته: ونادى نوح ربه، فقال: رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين. قال: يا نوح إنه ليس من أهلك، إنه عمل غير صالح، فلا تسألن ما ليس لك به علم، إني أعظك أن تكون من الجاهلين (هود: 45 - 46) واستمع إلى سيد المرسلين صلى الله عليه وآله كيف يملي على أسرته الكريمة درسا خالدا في الحث على طاعة الله تعالى وتقواه، وعدم الاغترار بشرف الأنساب والأحساب، كما جاء عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله على الصفا، فقال: يا بني هاشم يا بني عبد المطلب، إني رسول الله إليكم، وإني شفيق عليكم، وإن لي عملي، ولكل رجل منكم عمله، لا تقولوا إن محمدا منا، وسندخل مدخله، فلا والله ما أوليائي منكم، ولا من غيركم يا بني عبد المطلب إلا المتقون، ألا فلا أعرفكم يوم القيامة تأتون تحملون الناس على ظهوركم، ويأتي الناس يحملون الآخرة، ألا إني قد أعذرت إليكم، فيما بيني وبينكم، وفيما بيني وبين الله تعالى فيكم (1).
فجدير بالعاقل أن يتوقى فتنة الغرور بشرف الأنساب، وأن يسعى جاهدا في تهذيب نفسه وتوجيهها وجهة الخير والصلاح، متمثلا قول الشاعر:
إن الفتى من يقول ها أنذا * ليس الفتى من يقول كان أبي

(1) الوافي ج 3 ص 60 عن الكافي.
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»