أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٢٠٧
(ج) غرور الجاه ويعتبر الجاه والسلطة من أقوى دواعي الغرور، وأشد بواعثه، فترى المتسلطين يتيهون على الناس زهوا وغرورا، ويستذلون كراماتهم صلفا وكبرا.
وقد عاش الناس هذه المأساة في غالب العصور، وعانوا غرور المتسلطين وتحديهم، بأسى ولوعة بالغين.
وفات هؤلاء المغرورين بمفاتن السلطة والرعة، ان الاسراف في الغرور والأنانية أمر يستنكره الاسلام ويتوعد عليه بصنوف الانذار والوعيد، في عاجل الحياة وآجلها، كما يعرضهم لمقت الناس وغضبهم ولعنهم، ويخسرون بذلك أغلى وأخلد مآثر الحياة: حب الناس وعطفهم، وكان عليهم أن يستغلوا جاههم، ونفوذهم في استقطاب الناس، وتوفير رصيدهم الشعبي، وكسب عواطف الجماهير وودهم.
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم * فطالما استعبد الاحسان إنسانا وأقوى عامل على تخفيف حدة هذا الغرور، وقمع نزواته العارمة، هو التأمل والتفكر فيما ينتاب هؤلاء المغرورين من صروف الدهر، وسطوة الأقدار، وتنكر الزمان. فصاحب السلطان كراكب الأسد، لا يدري أمد
(٢٠٧)
مفاتيح البحث: الإسراف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»