أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٢٠٥
تزخر بالخير والجمال، وينهل على الأرض السبخة فلا يجديها نفعا.
وهكذا يفئ العلم على الكرام طيبة وبهاءا، وعلى اللئام خبثا ولؤما.
وكيف يغتر العالم بعلمه، ولم يكن الوحيد في مضماره، فقد عرف الناس قديما وحديثا علماء أفذاذا جلوا في ميادين العلم، وحلقوا في آفاقه، وكانت لهم مآثرهم العلمية الخالدة.
وعلى م الاغترار بالعلم، ومسؤولية العالم خطيرة، ومؤاخذته أشد من الجاهل، والحجة عليه الزم، فإن لم يهتد بنور العلم، ويعمل بمقتضاه، كان العلم وبالا عليه، وغدا قدوة سيئة للناس.
أنظر كيف يصور أهل البيت عليهم السلام جرائر العلماء المنحرفين، وأخطارهم:
فعن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أمتي، وإذا فسدا فسدت أمتي. قيل: يا رسول الله ومن هما؟ قال: الفقهاء والأمراء (1).
وقال الصادق عليه السلام: يغفر للجاهل سبعون ذنبا، قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد (2).
وقال النبي صلى الله عليه وآله: يطلع قوم من أهل الجنة إلى قوم من أهل النار، فيقولون: ما أدخلكم النار وقد دخلنا الجنة لفضل تأديبكم وتعليمكم؟ فيقولون: إنا كنا نأمر بالخير ولا نفعله (3).

(1) البحار م 1 ص 83 عن خصال الشيخ الصدوق.
(2) الوافي مجلد العقل والعلم ص 52 عن الكافي.
(3) الوافي في وصيته (ص) لأبي ذر.
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»