أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١٧٣
بالطمأنينة والاستقرار، وإشعارها بالسكينة والسلام الروحيين، فلا يزال القلق والخوف مخيما على النفوس، آخذا بخناقها، مما ضاعف الأمراض النفسية، واحداث الجنون والانتحار في أرقى الممالك المتحضرة.
ولكن الشريعة الاسلامية استطاعت بمبادئها السامية، ودستورها الخلقي الرفيع - أن تخفف قلق النفوس ومخاوفها، وتمدها بطاقات روحية ضخمة، من الجلد والثبات، والثقة والاطمئنان، بالتوكل على الله، والاعتماد عليه، والاعتزاز بحسن تدبيره، وجميل صنعه، وجزيل آلائه، وأنه له الخلق والأمر وهو على كل شئ قدير. وبهذا ترتاح النفوس، وتستبدل بالخوف أمنا، وبالقلق دعة ورخاء.
والتوكل بعد هذا من أهم عوامل عزة النفس، وسمو الكرامة، وراحة الضمير، وذلك بترفع المتوكلين عن الاستعانة بالمخلوق، واللجوء إلى الخالق، في جلب المنافع، ودرء المضار.
ولعل أجدر الناس بالتوكل أرباب الأقدار والمسؤوليات الكبيرة، كالمصلحين ليستمدوا منه العزم والتصميم على مجابهة عنت الناس وإرهاقهم، والمضي قدما في تحقيق أهدافهم الاصلاحية، متخطين ما يعترضهم من أشواك وعوائق.
كيف تكسب التوكل:
1 - استعراض الآيات والأخبار الناطقة بفضله وجميل أثره في كسب
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»