أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١٣٥
عليها، وسر باطلاعهم واغتبط، فلا يقدح ذلك في اخلاصه، إن كان سروره نابعا عن استشعاره بلطف الله تعالى، واظهار محاسنه والستر على مساوئه تكرما منه عز وجل.
وقد سئل الإمام الباقر عليه السلام عن الرجل يعمل الشئ من الخير فيراه انسان فيسره ذلك، فقال لا بأس، ما من أحد إلا وهو يحب أن يظهر الله له في الناس الخير، إذا لم يكن صنع ذلك لذلك (1).
3 - وحيث كان الشيطان مجدا في إغواء الناس، وصدهم عن مشاريع الخير والطاعة، بصنوف الكيد والاغواء، لزم الحذر والتوقي منه، فهو يسول للناس ترك الطاعة ونبذ العبادة، فإن عجز عن ذلك أغراهم بالرياء، وحببه إليهم، فان أخفق في هذا وذاك، ألقى في خلدهم أنهم مراؤون وأعمالهم مشوبة بالرياء، ليسول لهم نبذها وإهمالها.
فيجب والحالة هذه طرده، وعدم الاكتراث بخدعه ووساوسه، إذ المخلص لا تضره هذه الخواطر والأوهام.
فعن الصادق عن أبيه عليهما السلام: إن النبي قال: إذا أتى الشيطان أحدكم وهو في صلاته فقال: انك مرائي، فليطل صلاته ما بدا له، ما لم يفته وقت فريضة، وإذا كان على شئ من أمر الآخرة فليتمكث ما بدا له، وإذا كان علي شئ من أمر الدنيا فليسترح... (2).

(١) الوافي ج ٣ ص ١٤٨ عن الكافي.
(٢) البحار م ١٥ ص ٥٣ عن قرب الاسناد.
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»