علاج الظلم:
من العسير جدا علاج الظلم، واجتثاث جذوره المتغلغلة في أعماق النفس، بيد أن من الممكن تخفيف جماحه، وتلطيف حدته، وذلك بالتوجيهات الآتية:
1 - التذكر لما أسلفناه من مزايا العدل، وجميل آثاره في حياة الأمم والأفراد، من إشاعة السلام، ونشر الوثام والرخاء.
2 - الاعتبار بما عرضناه من مساوئ الظلم وجرائره المادية والمعنوية.
3 - تقوية الوازع الديني، وذلك بتربية الضمير والوجدان، وتنويرهما بقيم الايمان ومفاهيمه الهادفة الموجهة.
4 - استقراء سير الطغاة وما عانوه من غوائل الجور وعواقبه الوخيمة.
جاء في كتاب حياة الحيوان عند ذكر الحجلان: أن بعض مقدمي الأكراد حضر على سماط بعض الأمراء، وكان على السماط حجلتان مشويتان، فنظر الكردي إليهما وضحك، فسأله الأمير عن ذلك، فقال: قطعت الطريق في عنفوان شبابي على تاجر فلما أردت قتله، تضرع فما أفاد تضرعه، فلما رآني أقتله لا محالة، التفت إلى حجلتين كانتا في الجبل، فقال:
إشهدا عليه إنه قاتلي، فلما رأيت هاتين الحجلتين تذكرت حمقه فقال الأمير: قد شهدتا، ثم أمر بضرب عنقه (1).