أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١٣٦
مساوئ الرياء:
الرياء من السجايا الذميمة، والخلال المقيتة، الدالة على ضعة النفس، وسقم الضمير، وغباء الوعي، إذ هو الوسيلة الخادعة المدجلة التي يتخذها المتلونون والمنحرفون ذريعة لأهدافهم ومآربهم دونما خجل واستحياء من هوانها ومناقضتها لصميم الدين والكرامة والاباء.
وحسب المرائي ذما أنه اقترف جرمين عظيمين:
تحدى الله عز وجل، واستخف بجلاله، بايثار عباده عليه في الزلفى والتقرب، ومخادعة الناس والتلبس عليهم بالنفاق والرياء.
ومثل المرائي في صفاقته وغبائه، كمن وقف أزاء ملك عظيم مظهرا له الولاء والاخلاص، وهو رغم موقفه ذلك يخاتل الملك بمغازلة جواريه أو استهواء غلمانه.
أليس هذا حريا بعقاب الملك ونكاله الفادحين على تلصصه واستهتاره.
ولا ريب أن المرائي أشد جرما وجناية من ذلك، لاستخفافه بالله عز وجل، ومخادعة عبيده. والمرائي بعد هذا حليف الهم والعناء، يستهوي قلوب الناس، ويتملق رضاهم، ورضاهم غاية لا تنال، فيعود بعد طول المعاناة خائبا، شقيا، سليب الكرامة والدين.
ومن الثابت أن سوء السريرة سرعان ما ينعكس على المرء، ويكشف واقعه، ويبوء بالفضيحة والخسران.
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»