ومن طرائف الرياء والمرائين ما قيل:
إن أعرابيا دخل المسجد، فرأى رجلا يصلي بخشوع وخضوع، فأعجبه ذلك، فقال له: نعم ما تصلي.
قال: وأنا صائم، فإن صلاة الصائم، تضعف صلاة المفطر.
فقال له الأعرابي: تفضل واحفظ ناقتي هذه، فإن لي حاجة حتى أقضيها. فخرج لحاجته، فركب المصلي ناقته وخرج، فلما قضى الأعرابي حاجته، رجع ولم يجد الرجل ولا الناقة، وطلبه فلم يقدر عليه، فخرج وهو يقول:
صلى فأعجبني وصام فرامني * منح القلوص عن المصلي الصائم وصلى أعرابي فخفف صلاته، فقام إليه علي عليه السلام بالدرة وقال: أعدها، فلما فرغ قال: أهذه خير أم الأولى؟ قال: بل الأولى قال: ولم قال: لأن الأولى لله وهذه للدرة.