أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١٤٠
وقال الباقر عليه السلام: ثلاث هن قاصمات الظهر: رجل استكثر عمله، ونسي ذنوبه، وأعجب برأيه (1).
وقال الصادق عليه السلام: أتى عالم عابدا فقال له: كيف صلاتك؟ فقال: مثلي يسأل عن صلاته؟ وأنا أعبد الله تعالى منذ كذا وكذا، قال: فكيف بكاؤك؟ قال: أبكي حتى تجري دموعي. فقال له العالم: فإن ضحكك وأنت خائف خير (أفضل خ ل) من بكائك وأنت مدل، إن المدل لا يصعد من عمله شئ (2).
وعن أحدهما عليهما السلام، قال: دخل رجلان المسجد أحدهما عابد والآخر فاسق، فخرجا من المسجد، والفاسق صديق، والعابد فاسق، وذلك: أنه يدخل العابد المسجد مدلا بعبادته، يدل بها، فيكون فكرته في ذلك، ويكون فكرة الفاسق في الندم على فسقه، ويستغفر الله تعالى لما ذكر من الذنوب (3).
وعن أبي عبد الله عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لولا أن الذنب خير للمؤمن من العجب، ما خلى الله بين عبده المؤمن وبين ذنب أبدا (4).
والجدير بالذكر: أن العجب الذميم هو استكثار العمل الصالح،

(١) البحار م ١٥ ج ٣ موضوع العجب بالأعمال عن الخصال للصدوق.
(2) الوافي ج 3 ص 151 عن الكافي.
(3) الوافي ج 3 ص 151 عن الكافي.
(4) البحار م 15 ج 3 بحث العجب عن أمالي أبي علي ابن الشيخ الطوسي.
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»