أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١٤٦
عز وجل، ابتغاء رضوانه، وحسن مثوبته، متوكلون عليه، في سراء الحياة وضرائها، لا يرجون ولا يخشون أحدا سواه، ليقينهم بحسن تدبيره وحكمة أفعاله.
لذلك تستجاب دعواتهم، وتظهر الكرامات على أيديهم، وينالون شرف الحظوة والرعاية من الله عز وجل.
درجات الايمان:
ويحسن بي وأنا أتحدث عن اليقين أن أعرض طرفا من مفاهيم الايمان ودرجاته، وأنواعه إتماما للبحث وتنويرا للمؤمنين.
يتفاضل الناس في درجات الإيمان تفاضلا كبيرا، فمنهم المجلي السباق في حلبة الايمان، ومنهم الواهن المتخلف، ومنهم بين هذا وذاك كما صورته الرواية الكريمة:
قال الصادق عليه السلام: إن الايمان عشر درجات، بمنزلة السلم، يصعد منه مرقاة بعد مرقاة، فلا يقولن صاحب الاثنين لصاحب الواحد لست على شئ، حتى ينتهي إلى العاشرة، فلا تسقط من هو دونك، فيسقطك من هو فوقك، وإذا رأيت من هو أسفل منك بدرجة فارفعه إليك برفق، ولا تحملن عليه ما لا يطيق فتكسره، فإن من كسر مؤمنا فعليه جبره (1).

(1) الوافي ج 3 ص 30 عن الكافي.
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»