أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١٣٢
حتى يظهر الله له خيرا، وما من عبد يسر شرا الا لم تذهب الأيام حتى يظهر له شرا (1).
وعنه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سيأتي على الناس زمان تخبث فيه سرائرهم، وتحسن فيه علانيتهم، طمعا في الدنيا، لا يريدون به ما عند ربهم، يكون دينهم رياءا، لا يخالطهم خوف، يعمهم الله بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجيب لهم (2).
وعن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يؤمر برجال إلى النار، فيقول الله جل جلاله لمالك: قل للنار لا تحرق لهم أقداما، فقد كانوا يمشون إلى المساجد، ولا تحرق لهم وجها، فقد كانوا يسبغون الوضوء، ولا تحرق لهم أيديا، فقد كانوا يرفعونها بالدعاء، ولا تحرق لهم ألسنا، فقد كانوا يكثرون تلاوة القرآن. قال: فيقول لهم خازن النار: يا أشقياء ما كان حالكم؟ قالوا:
كنا نعمل لغير الله عز وجل فقيل لنا خذوا ثوابكم ممن عملتم له (3).

(١) الوافي الجزء الثالث ص ١٤٧ عن الكافي.
(٢) الوافي الجزء الثالث ص ١٤٧ عن الكافي، ودعاء الغريق: أي كدعاء المشرف على الغرق، فان الاخلاص والانقطاع فيه إلى الله عز وجل أكثر من سائر الأدعية.
(٣) البحار م ١٥ بحث الرياء ص ٥٣ عن علل الشرائع وثواب الأعمال.
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»