إذا رضيت عني كرام عشيرتي * فلا زال غضبانا علي لئامها وأما الأدلة على وجوب بغض معاوية في الله فكثيرة أيضا قال الله تعالى لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم وأبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون.
المحادة المغاضبة والمخالفة كما في القاموس وغيره (وقال) الفخر الرازي رحمه الله في تفسيره المعنى أنه لا يجتمع الإيمان مع وداد أعداء الله تعالى وذلك لأن من أحب أحدا امتنع أن يحب مع ذلك عدوه وهذا على وجهين أحدهما أنهما لا يجتمعان في القلب فإذا حصل في القلب وداد أعداء الله لم يحصل فيه الإيمان فيكون صاحبه منافقا والثاني أنهما يجتمعان ولكنها معصية وكبيرة وعلى هذا الوجه لا يكون صاحب هذا الوداد كافرا بسبب هذا الوداد بل كان عاصيا في الله انتهى ثم قال: فيه أيضا وبالجملة فالآية زاجرة عن التودد إلى الكفار والفساق ورد عن النبي صلى الله عليه وآله أنه كان يقول اللهم لا تجعل لفاجر ولا فاسق عندي نعمة فإني وجدت فيما أوحيت لا تجد قوما يؤمنون بالله (الآية انتهى).
قلت كما دلت الآية بمنطوقها على أن موادة من حاد الله ورسوله من الكفار والفساق مخطورة فكذلك تدل بمفهومها على أن بغض من حاد الله ورسوله مأمور به مطلوب.
وقد أخرج أبو داود الطيالسي عن البراء ابن عازب رضى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله أتدرون أي عرى الإيمان أوثق قلنا الصلاة قال: الصلاة حسنة وليست بذلك قلنا الصيام فقال مثل ذلك حتى ذكرنا الجهاد فقال مثل ذلك قلنا أخبرنا يا رسول الله قال: أوثق عرى الإيمان الحب في الله