ويظن ذلك كافيا في العذر وهيهات هيهات أمنية من وساوس النفس وضلة من أضاليل الأماني قد كان لسابقيه أعذار مقبولة ظاهرة فإنهم يشاهدون الدماء مسفوحة والقبور مفتوحة والسبحون مشحونة بكل من نطق بكلمة حق في ذكر شئ من تلك الحقائق في أيام بني أمية وكذلك في أيام بني العباس أما الآن وقد أذهب الله ريحهم وأراح الإسلام من شرهم فلا يبقى عذر لمعتذر.
روي أن أبا جعفر محمد الباقر رضي الله عنه قال: لبعض أصحابه يا فلان ما لقينا من ظلم قريش إيانا وتظاهرهم علينا وما لقي شيعتنا ومحبونا من الناس أن رسول الله صلى الله عليه وآله قبض وقد أخبر أنا أولى الناس به فتمالأت علينا قريش حتى أخرجت الأمر من معدنه واحتجت على الأنصار بحقنا وحجتنا ثم تداولتها قريش واحد بعد واحد حتى رجعت إلينا فنكثت بيعتنا ولم يزل صاحب الأمر في صعود كؤد حتى قتل فبويع ابنه الحسن وعوهد ثم غدر به وأسلم ووثب عليه أهل العراق حتى طعن بخنجر في جنبه وانتهب عسكره وعولجت خلاخيل أمهات أولاده فوادع معاوية وحقن دمه ودماء أهل بيته وهم قليل حق قليل ثم بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفا ثم غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم ثم لم نزل أهل البيت نستذل ونستضام ونقصي ونمتهن ونحرم ونقتل ونخاف ولا نأمن على دمائنا ودماء أوليائنا ووجد الكاذبون الجاحدون لكذبهم وجحودهم موضعا يتقربون به إلى أوليائهم وقضاة السوء وعمال السوء في كل بلدة فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة ورووا عنا ما لم نقله وما لم نفعله ليبغضونا إلى الناس وكان عظم ذلك وكبره زمن معاوية بعد موت الحسن فقتلت شيعتنا بكل بلدة وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة وكان من يذكر بحبنا أو بالانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله وهدمت داره ثم لم يزل البلاء يشتد ويزداد إلى زمن عبيد الله بن زياد قاتل الحسين ثم جاء الحجاج فقتلهم كل قتلة وأخذهم