النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١٥٥
وهكذا ملك بني العباس * قد ضربوا الأخماس في الأسداس وما قضى المنصور ذو الدوانق * في حجج الله على الخلائق محمد ونفسه الزكية * والمحض عبد الله والذرية وحبسه الديباج حتى صارا * كالجيفة الملقاة لا توارى وفعل هارون بيحيى صدعا * صم الجبال والقلوب اوجعا وحمل موسى الكاظم السجاد * من طيبة الفيحا إلى بغداد مسلسلا عن أهله مطردا * ومات في سجن الغوى مقيدا والآن زال العذر والحق ظهر * فاستلم الركن وقبل الحجر وطلع النجم على الجهات * وأمن الخلق من العاهات وجاء نصر الله والفتح فما * بعد الهدى إلا الضلال والعمى نعم بقي حتى الآن لمعاوية أنصار وأذناب من العلماء الجامدين على ما في كتب المتأخرين ومن الغوغاء الذين لا يدرون الصواب من الخطأ ولا يفرقون بين الحق والباطل لا شوكة لهم ولا صولة ولكنهم يسلقون بألسنتهم كل من كشف غبار شبهة عن قبائح معاوية وينبزونه بالابتداع والرفض ويعربدون عليه عربدة السكارى جهلا منهم وحماقة وهذا هو غاية ما في استطاعتهم من أذية من صدع بالحق في هذا الباب ولا أرى في هذا عذرا كافيا للذين يريدون الله والدار الآخرة في كتم قبائح ذلك الطاغية والتملق بتعظيمه وتسويده وتوقيره والترضي عنه إجلالا له فإن كل ذلك مغضب الله تعالى ومسخط له ومعين على هدم الإسلام كما مر بك قريبا في أحاديث من لا ينطق عن الهوى وهي والله الجديرة بالإذعان لما فيها ورفض ما خالفها وماذا يضر الصادع بالحق والناطق بالصدق من سباب هؤلاء العصبة المتعصبين والطغام المتعنتين وماذا يلحقه من صخبهم واستطالتهم على عرضه إذا كان عند الله تعالى وعند رسوله عليه الصلاة والسلام وعند الصالحين من عباده محمودا مشكورا مبرورا.
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»