ينظروا إلى ما أخرجه ابن أبي الدنيا عن الحسن مرسلا: ثلاثة لا تحرم عليك أعراضهم المجاهر بالفسق والإمام الجائر والمبتدع وإلى ما جاء في حديث أنس وغيره أنه صلى الله عليه وآله قال: عند ثنائهم بالخير والشر وجبت أنتم شهداء الله في أرضه وإلى ما جاء من أنه لا غيبة لفاسق وإلى ما صح بالتواتر والنقل الصحيح عن سيد الصادقين بعد الرسل صلوات الله وسلامه عليهم وعلى الهم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وغيره من أكابر الصحابة من هتكهم معاوية وبيان حاله وحال أعوانه من أنهم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن وأنهم شر أطفال وشر رجال (ولعمر الله) لو قام بهذه التأويلات والتعسفات العذر لمعاوية وأعوانه عند أنصاره والمغفلين من أتباعهم فإنه لا يقوم لهم بشئ من ذلك عذر عند الله تعالى وهو علام الخفيات والمطلع على السرائر ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا.
أليس من الهوس والافتيات على الله قولهم إن الله سيثيب معاوية وأعوانه على بغيهم وقد ذم الله البغي وكرر الزجر عنه وأوعد مرتكبيه بعذابه الأليم كيف يتولى هذا الباغي وأعوانه من يقرأ قوله تعالى إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين لو أن هؤلاء القوم وقفوا قليلا وحاسبوا ضمائرهم واطرحوا التقليد والتعصب جانبا لأدركوا أنهم وقعوا في هوة عظيمة وخطة أثيمة.
فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة * وإلا فإني لا اخالك ناجيا ولعمري إن من رسخ في قلبه الإيمان وخامر قلبه حب الله ورسوله واتباع الحق لا يقتنع بهذه المعاذير الفاسدة ولا يتجر بهذه البضاعة الكاسدة أيم الله ما كتب مؤمن من هذه السفسطة شيئا إلا وضميره يؤنبه وإيمانه يوبخه فتراه يتغافل عن ذلك ويلجأ إلى التأسي بمن تقدمه من المقلدين