النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١٦١
مخالفة الكتاب والحديث بعدم إعطائه حقه من الفحص والتحقيق أكبر وأعظم من مخالفتنا العلماء في ذلك بل مخالفتنا لهم في ذلك إنما تعد فضيلة واتباعا للرسول صلى الله عليه وآله ولهم أيضا وقد ضرب ذلك الفاضل مثلا لعلي عليه السلام ولمعاوية بقوله شعرا.
كالشمس في الأفق الأعلى أبو حسن * ومن معاوية في الأرض قنديل واراه قد أخطأ في هذا التمثيل لأنه لا يلائم الواقع ولا يطابقه أما تمثيله عليا بالشمس فحق وصواب لأنه باب مدينة علم المصطفى والمهتدون به كالمهتدين بنور الشمس وأما تمثيله معاوية بالقنديل بالنسبة إلى نور على فخطأ لأن معاوية كان يعارض عليا ويسبه ويكذبه ويحاول إطفاء ذلك النور الذي مثله بالشمس ولا كذلك القنديل بالنسبة للشمس فإن القنديل ليس له أدنى طمع ولا قوة في تقليل ضوء الشمس ولكنه ضعف نوره عن نورها فاختفى وهذا التمثيل يمكن أن يصح لعلي عليه السلام مع أحد أعراب الصحابة وعوامهم أما معاوية فيصح تمثيله مع نور علي بدخان كثيف تصاعد من مزبلة وانتشر انتشارا عظيما فأصاب عيونا رمدا وأعشاها عن الاهتداء بذلك النور ولم يؤثر تراكم ذلك الدخان على الأعين الصحيحة النظر ثم تمزق ذلك الدخان المتراكم وصار هباء منثورا ولكنه أبقى آثارا في تلك الأعين المريضة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قلت وهذا المؤلف الفاضل هو من محبي أهل البيت وإني والله أتمنى له زوال تلك البقية الباقية في صدره من موالاة عدو الله وعدو رسوله وأهل بيته وطرحه جانبا كما أمر الله حتى يصفو له وداده للنبي عليه السلام ولأهل بيته وتخلص محبته لهم من شائبة محبة أعدائهم ويغسل قلبه من موالاة أولئك العتاة الفجر المحادين لله ورسوله فيكون حينئذ خالصا مخلصا محشورا إن شاء الله في حزب محمد وعلي وأهل البيت بعيدا عن معاوية وأحزابه والله
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»