النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١٥٨
هامان في جهنم إلى غير هذا مما جاء في هذا الباب.
وقد سئل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله أيؤجر الرجل على بغض من خالف حديث رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إي والله بهذا يتضح لك أن بغض معاوية أمر مشروع يلازم الإيمان ويثاب عليه الإنسان وأن حبه وتوليه أمر يسخط الرحمن ويباين الإيمان وحقيق بالمؤمن الغيور على حرمات الله أن تهتك وعلى حدوده أن تتعدى وعلى الدين أن يبدل وعلى الشرع أن يستخف به إذا عرف ما ارتكبه معاوية من الموبقات واقترفه من المظالم المتعدي ضررها إلى الأمة بأسرها وجرأته على الله عز وجل وتهاونه بأوامره واستخفافه بزواجره أن يبغضه ويعاديه حتى يحق له صريح الإيمان بمعاداة من عادى الرحمن فإن النبي صلى الله عليه وآله قال: في حق علي بن أبي طالب عليه السلام اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وقال: عليه وآله الصلاة والسلام عادى الله من عادى عليا وليس على ظهر الكرة الأرضية أعدى لعلي من معاوية وقد صرح كرم الله وجهه بذلك في مواطن مذكورة في محالها من كتب السير.
يقول أنصار معاوية إنما نحبه لصحبته رسول الله صلى الله عليه وآله ولا سلامه ونقول لهم فلم لا تبغضونه لإساءته الصحبة كما سترى ذلك فيما سيأتي ولارتكابه الجرائم التي قدمنا ذكرها أن الحب في الله والبغض في الله متلازمان فمن زعم أنه يحب في الله وهو لا يبغض فيه فقد غره بالله الغرور أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب.
إن مثل هؤلاء ومعاوية في ذلك كمثل رجل كان عدوا لدودا لمالك عظيم عادل فأظفر الله ذلك الملك بعدوه وانقاد له صاغرا راغم الأنف وكان بعد ذلك ربما مشى في جند الملك وربما تألفه الملك بكلمات وربما حذر منه اتباعه ثم بعد مدة غير طويلة حكمت الأقدار على ذلك الملك العظيم بالذهاب إلى مملكة
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»