النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١٤٨
إلا بوحي إلهي إذا أمر الباطن لا يطلع عليه غير الله جل وعلا ولكن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أخبرنا عن بعض علاماته وأماراته في المتصفين به فإذا تحققنا وجود واحدة من تلك العلامات في شخص من الأشخاص علمنا نفاقه.
ثم لا ندري من أي النوعين نفاقه والنهي عن التعظيم للمنافق وعن تسويده وارد ب‍ (ال‍) الجنسية الشاملة لأنواعه كلها إذ لم يأتي ما يعين نفاقا دون نفاق والعلامات الواردة في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وآله هي الكذب في الحديث والخيانة في الأمانة والخلف في الوعد والغدر في المعاهدة والفجور في الخصومة وهو الميل عن الحق والاحتيال لرده كما قاله شراح الحديث) وبغض علي ابن أبي طالب ومعاداته وبغض الأنصار وغير ذلك وكل هذه الصفات موجودة في معاوية فإن أكاذيبه قد امتلأت بها الأسفار لا سيما ما كان منها في محاولته بيعة يزيد وقد مر بك فلا نطيل بإعادته.
وأما خيانته للأمانة فأشهر من نار على علم فهل ينكرها أنصاره في دماء المسلمين وقد قتل منهم العدد الكثير بغير حق أم في أموالهم وقد استأثر بها واصطفى بيضاءهم وصفراءهم وصرفها في أغراضه الفاسدة وزخارفه وملاذه وشهواته أم في أعراضهم وقد سب أكابرهم على المنابر وفي المحافل.
وأما خلفه بالوعد وغدره في معاهداته فغير مجهول ولو لم يكن منها إلا غدره بالحسن عليه السلام حيث عاهده أن لا يبغي للحسن ولا لأخيه الحسين ولا لأحد من شيعة علي غائلة سرا ولا جهرا وأن يجعل الأمر بعده شورى بين المسلمين لكفى فإنه غدر بالحسن فقطع عطاءه ثم سمه وعهد بالأمر بعده ليزيد وقتل حجرا وأصحابه بعد تلك العهود والمواثيق.
وأمها فجوره في خصوماته واحتياله في رد الحق فأشهر من أن يذكر إذ جل خصوماته إذا لم نقل كلها من هذا القبيل ولا داعي إلى أن نثبت
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»