النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١٤٧
قيام هذه الأوصاف بمعاوية حتى يكون توقيره وتسويده منهيا عنه (قلت) أما فسقه فظاهر لأن الفاسق من ارتكب كبيرة أو أصر على صغيرة ومعاوية قد ارتكب كبائر الكبائر وجاهر بها وأصر عليها وقد مر بك نقل كثير منها مما لا ينكره أحد (وأما) بدعته فكذلك فإن المبتدع من أحدث في الإسلام حدثا كما جاء عن رسول الله (ص) كل محدث بدعة ومعاوية رئيس المحدثين وكبير المبتدعين.
ومن العجب أن الجم الغفير من الناس بل ومن العلماء المقلدين يرون أن من يمسح رجليه بدلا عن الغسل في الوضوء مبتدعا وكذلك من يقول إن الحسنة من الله والسيئة من نفسك ومن يدخل في الأذان حي على خير العمل ومن يقول إن عليا أفضل من أبي بكر ومن لا يجوز التكليف بالمحال ومن يقول بما جاء في القرآن إن لله جل وعلا وجها ويدا وعينا مع تنزيهه تعالى عن الجسمية والمشابهة ومن يقول إن النار محرقة بقوة خلقها الله فيها وإن السيف قاطع بقوة خلقها الله فيه ومن يقول بانتفاء الجواهر الفردة ومن يؤلف مثل هذا الكتاب هؤلاء كلهم مبتدعون ضالون عند الأكثر من علمائنا أهل السنة.
(وأما) من يقتل المسلمين صبرا ويسب عليا جهرا ويعيث في الأرض فسادا ويحارب الله ورسوله عنادا ويصطفي البيضاء والصفراء من بيت أموال المسلمين ويتهكم بأوامر سيد المرسلين فذلك عندهم عدل ثقة وصاحب سنة خليفة حق وإمام صدق ذلك مبلغهم من العلم أن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله و هو أعلم بمن اهتدى.
وأما اتصافه بالنفاق فستعلمه مما يأتي إن لم تك قد علمته مما قد سبق ذكره ولتعلم أولا أن النفاق لغة مخالفة الظاهر للباطن فإن كان في اعتقاد الإيمان فهو نفاق الكفر وإلا فهو نفاق العمل ومراتبه متفاوتة وشعبه كثيرة كما أن الإيمان كذلك ولا طريق لنا إلى معرفة النفاق بنوعيه من الأشخاص
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»