النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ١٤٣
وآله وسلم قال: يكون خليفة هو وذريته من أهل النار وبسند فيه ضعيف أنه صلى الله عليه وآله وسلم سأل عليا ثم رفع رأسه كالفزع فقال قرع الخبيث الباب بسيفه فقال انطلق يا أبا الحسن فقده كما تقاد الشاة إلى حالبها فذهب إليه وأخذ بإذنه ولهازمه جميعا حتى وقف بين يدي النبي صلى الله عليه وآله فلعنه نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثا ثم قال لعلي اجلسه ناحية حتى راح إلى النبي صلى الله عليه وآله ناس من المهاجرين والأنصار ثم دعا به صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إن هذا يخالف كتاب الله وسنة نبيه ويخرج من صلبه من يبلغ دخانه في الفتنة حتى توارث فقال رجل من المسلمين صدق الله ورسوله هو أقل من أن يكون منه ذلك قال بلى وبعضكم يومئذ ممن يتبعه (وبسند) فيه مستور وبقية رجاله ثقات إن الحكم استأذن على النبي صلى الله عليه وآله فعرفه فقال: ائذنوا له فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وما يخرج من صلبه يشرفون في الدنيا ويترذلون في الآخرة ذوو مكر وخديعة إلا الصالحين منهم وقليل ما هم (وصح) أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: لكعب بن عجرة أعاذك الله ما إمارة السفهاء قال أمراء يكونون بعدي لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي الحديث (وصح) بلفظ هلاك أمتي على يد أغلمة من سفهاء قريش (وفي خبر) رواته ثقات ألا لا يمنعن أحدكم هيبة الناس أن يقول الحق إذا رآه وشهده فإنه لا يقرب من أجل ولا يبعد من رزق قال أبو سعيد فحملني ذلك على أن ركبت إلى معاوية فملأت أذنيه ثم رجعت والأحاديث في هذا المعنى كثيرة وفيما أوردناه منها ما يعرف به حال القوم وعتوهم على الله وهدم أركان دينه ولكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وما أصدق في هذا المقام قول أبي عطاء السندي رحمه الله.
إن الخيار من البرية هاشم * وبنو أمية أفجر الأشرار (1)

(1) لا شك فيما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله من بيان النقائض والإنذار بسوء مصير تلك الشجرة الأموية إلا من صلح منهم وقليل ما هم كما أخبر وإنهم لفئة سوء وفحش وخنافي الجاهلية أيضا فقد مربك في حديث سفينة رضي الله عنه قوله كذب بنو الرقاء يذمهم بذلك (أعلمت) من هذه الرقاء هي زوجة أبي العاص بن أمية وأم ولده الحكم بن أبي العاص وجده مروان الحكم لأبيه قال ابن الأثير وغيره من أهل الأخبار هي الزرقاء بنت موهب كانت من البغايا ذوات الرايات التي يستدل بها على بيوت البغاء والفجور فلذلك يعير بها بنو مروان (ومر بك) ما نقل من زنا أبي سفيان تسمية وإقراره وإقامة معاوية السود على زنا أبيه ليستلحق زيادا بتلك الزنية المشومة (ومر بك) أيضا ما ذكره حسان بن ثابت رضي الله عنه من حمل هند بنت عتبة أم معاوية وزوجة أبي سفيان من الزنا في قوله:
ونسيت فاحشة أتيت بها * يا هند ويحك سبة الدهر زعم القوابل أنها ولدت * ابنا صغيرا كان من عهر وما نقله أبو الفرج من عشقها المسافرين أبي عمرو وحملها منه وسفره بعد حملها إلى الحيرة خوفا من الفضيحة قال في ربيع الأبرار للزمخشري قالوا إنها كرهت أن تضعه في منزلها فخرجت إلى أجياد فوضعته هناك وفي هذا يقول حسان بن ثابت رضي الله عنه أيضا.
لمن الصبي بجانب البطحاء * في الترب ملقى غير ذي مهد نجلت به بيضاء آنسة * من عبد شمس صلبة الخد وقال فيه أيضا كان معاوية يعزى إلى أربعة وذكر منهم الصباح وهو مغن كان لعمارة بن الوليد وكان عسيفا لأبي سفيان وكان أبو سفيان دميما قصيرا وكان الصباح شابا وسيما فدعته هند إلى نفسها فغشيها وقالوا إن عتبة ابن أبي سفيان من الصباح أيضا وذكر أهل الأخبار إن أمية بن عبد شمس جد هذه الطائفة ذهب إلى الشام لما نافر عمه هاشما فأقام بصفورية وزنى بإماء يهودية ولها زوج يهودي فولدت ولدا على فراش اليهودي فاستلحقه أمية مع أن الولد للفراش وسماه ذكوان وكناه أبا عمرو وفده به مكة وأبو عمرو هذا هو والد أبي معيط الذي هو والد عقبة المقتول ببدر صبرا ذكر ابن قتيبة وغيره أنه صلى الله عليه وآله وسلم لما أمر بقتل عقبة قال له يا محمد ناشدتك الله والرحم فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنما أنت يهودي من أهل صفورية أي لا رحم بيني وبينك (وقيل) كان ذكوان عبدا لأمية فتبناه فلما مات أمية خلفه على زوجته (قال الحلبي) في سيرته ويدل لهذا الثاني ما ذكر بعض المؤرخين أن معاوية سأل رجل من علماء النسب وفد عليه كم عمرك قال أربعون ومائتا سنة قال كيف رأيت الزمان قال سنيات رخاء يهلك والد ويخلق مولود فلولا الهالك لامتلأت الدنيا ولولا المولود لم يبق أحد فقال له هل رأيت عبد المطلب قال نعم أدركته شيخا وسيما مقسما حسيما يحف به عشرة من بنيه كأنهم النجوم فقال هل رأيا أمية بن عبد شمس يعني جده قال نعم رأيته أخفش أزرق دميا يقوده عبده ذكوان قال ويحك كفه فقد جاء غير ما ذكرت ذاك ابنه فقال أنتم تقولون ذلك انتهى (وفي ذلك) يقول الفضل بن عباس جوابا على أبيات للوليد بن عقبة يحرض فيها أخاه عمارة على الأخذ بثأر عثمان صلى الله عليه وآله إن طلب ثارا الست منه ولا له * وأين ابن ذكوان الصفوري من عمرو كما اتصلت بنت الحمار بأمها * وتنسى أباها إذ تسامى أولو الفخر
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»