ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال من نظر إلى صاحب بدعة بغضا له في الله ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا ومن انتهر صاحب بدعة أمنه الله يوم الفزع الأكبر ومن الآن له أو أكرمه أو لقيه ببشر فقد استخف بما أنزل على محمد (وأخرج) ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وأبو نعيم في الحلية وأورده الزمخشري في سورة هود من قول الحسن من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله في أرضه (قال) الغزالي: فإن جاوز الدعاء إلى الثناء عليه فذكر ما ليس فيه كان كاذبا ومنافقا ومكرما للظالم وذكره في الأحياء عن النبي صلى الله عليه وآله (وأخرج) الحاكم في المستدرك والبيهقي وأحمد في المسند وأبو داود والنسائي عن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لا تقولوا للمنافق سيدنا فإنه إن يكن سيدكم فقد أسخطتم ربكم (وأخرج) الحاكم في المستدرك والبيهقي في شعب الإيمان عن بريدة أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال إذا قال الرجل للمنافق يا سيدي فقد أغضب ربه (وجاء) عنه عليه وآله الصلاة والسلام من مدح سلطانا جائرا واحتفى به وتواضع له طمعا فيه كان قرينه في النار قال الله تعالى ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار.
(وحيث) علمت ما ذكر تعلم أن تسويد معاوية والترضي عنه تعظيما له مغضب للرب كما في حديث أنس وحديث بريدة واستخفاف بما أنزل الله على محمد كما في حديث ابن عمر وإعانة على هدم الإسلام كما في حديث ابن عباس ومسخط للرب كما في حديث بريدة ومحبة لعصيان الله كما جاء عن الحسن وكذب ونفاق وإكرام للظالم كما زاده الغزالي والأحاديث في النهي عن توقير أرباب الظلم والنفاق والفسق كثيرة والآثار كذلك والإطالة بذكرها إسهاب وفيما ذكرناه أقوى زاجر لمزدجر.
فإن قلت: إن الوعيد الوارد في الأحاديث السابقة إنما هو في مدح الفاسق وتوقير المبتدع وإكرامه والدعاء للظالم وتسويد المنافق فمن أين لك