هذه المناقب السبعين في فضائل أهل البيت بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جعل ميامين آثار السيادة إلى سماء السعادة أعلى وسيلة، ورفع لواء الشرف في جناب عز من اصطفاه بنسب المصطفى فضيلة، وأصعد بمن سعد به إلى مصعد الطهارة العظمى، وخصه من فيوض عيون الكرامة بالمشرب الأصفى، والكأس الأوفى، شرفا يقصر عن إدراك جناب عزه سعي الطالب إلا طالبيا، ويعجز عن اقتناء أسره العاقب إلا عاقبيا، ولا يسمو إلى علو منصبه إلا من رفعته العناية الأزلية في ذلك الاقبال مكانا عليا. فما ظنك بأصل رفع يد فرعه على باب بيت الشرف من العز علما، وأجرى على صفحات أوراق فضله في دفاتر المفاخر قلما. وهو الإمام الباهر، والبحر الزاخر، والسيف الباتر، والبدر الزاهر، قائد البررة، وقاتل الكفرة، قسيم النار والجنة، وإمام الأخيار، صاحب المناصب والمناقب، المرتضى علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه).
ولما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنه قال: " ذكر علي عبادة " (1) سر سري ببشارته، وحملتني إشارته على أن جمعت سبعين حديثا مما ورد في فضائله ومناقبه، وفضائل أهل البيت، ترغيبا لمحبيه، وترغيبا لمبغضيه، وأردفت كل حديث بلطيفة من لطائف درر كلامه، وجواهر ألفاظه، التي أخرجها الغواصون من قعر بحر علمه، ولوا مع أنوار حكمته التي اقتبسها المحققون من مشكاة ولايته.