إليه، هذا كله في حال حيالته وطراوته، فكيف به إذا صار ميتة نتنة (1)؟ ومع كل ذلك ينتفخ بنخوة الكبر ويتعالى بالعجب؟!
والكبر يسوق صاحبه عاقبة إلى الهلاك كما أوصل الشيطان إلى الهلاك الأبدي.
وهذه الصفة الملعونة كانت في العرب أكثر منها في العجم، وكانت في العجم الكسروية أكثر من غيرهم، وكان الكسرويون يسمون أنفسهم «الأحرار»، ويسمون سائر الخلق «عبيد».
وكان في العرب الكثير ممن عرف بالكبر.
قيل: أتى وائل بن حجر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأقطعه أرضا، وقال لمعاوية: أعرض عن هذا الأرض عليه واكتبها له، فخرج معه معاوية في هاجرة شديدة ومشى خلف ناقته فأحرقه حر الشمس، فقال له: أردفني خلفك على ناقتك، قال: لست من أردفك الملوك، قال: فأعطني نعليك. قال: ما بخل يمنعني يا بن أبي سفيان،