ونذكر فيما يلي الآيات الشريفة من سورة البقرة تبركا وتيمنا بتلاوتها، واستنطاقا لمضامينها ومعانيها وما فيها من الوعد والوعيد، قال الله تعالى في سورة البقرة: ﴿وقلنا يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين * فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين * فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم﴾ (١).
وقال تعالى في سورة الأعراف: ﴿... يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين * فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وري عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين * وقاسمهما إني لكما من الناصحين * فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين * قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين﴾ (2). بيان إجمالي للآيات مستطرف من تفسير مجمع البيان:
(يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة) أي: اتخذ أنت وامرأتك الجنة مسكنا ومأوى لتأوي إليه وتسكن فيه أنت وامرأتك، واختلف في هذا الأمر، فقيل: إنه أمر تعبد، وقيل: هو إباحة لأنه ليس فيه مشقة فلا يتعلق به تكليف... والنهي في «لا تقربا» نهي التنزيه دون التحريم، كمن يقول لغيره: لا تجلس على الطرق; وهو