ولولاهم ما خلقك ولا خلقت الجنة والنار ولا السماء ولا الأرض، فإياك أن تنظر إليهم بعين الحسد فأخرجك عن جواري، فنظر إليهم بعين الحسد وتمنى منزلتهم، فتسلط عليه الشيطان حتى أكل من الشجرة التي نهي عنها، وتسلط على حواء لنظرها إلى فاطمة بعين الحسد، حتى أكلت من الشجرة كما أكل آدم، فأخرجهما الله عن جنته وأهبطهما عن جواره إلى الأرض (1).
ونظائره في الأخبار المعتبرة كثير، منها ما في معاني الأخبار عن المفضل بن عمر الجعفي، عن الصادق (عليه السلام) في حديث طويل - يأتي في باب التوسل بالصديقة المخدرة - وفيه تصريح أن الشجرة هي الحنطة، وفيه أسرار جليلة (2).
وفي كتاب تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة: إنها شجرة علم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهي «لمحمد وآل محمد خاصة دون غيرهم، ولا يتناول منها بأمر الله إلا هم، ومنها ما كان يتناوله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) بعد إطعامهم اليتيم والمسكين والأسير، حتى لم يمسوا بعد بجوع ولا عطش ولا تعب ولا نصب» (3).
وتجد فضل العلم الموهوب لفاطمة الطاهرة ظاهرا، ولذا ذكرها الله في القرآن ضمن النساء الممدوحات بصفة العلم، وهي أشرف صفات الإنسان.