الخصيصة الثانية (من الخصائص الثلاثين) في معنى كنيتها «أم أبيها» إعلم; أن من الكنى الخاصة المأثورة لآية الله العظمى، والعصمة الكبرى فاطمة الزهراء صلوات الله عليها: «أم أبيها».
ففي مقاتل الطالبين عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: «إن فاطمة تكنى بأم أبيها» (1).
وفي كشف الغمة «إن النبي كان يحبها ويكنيها بأم أبيها» (2).
وفي هذا اللفظ أمران: أحدهما: حب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لفاطمة (عليها السلام)، والآخر تسميتها بأم أبيها حبا لها. وصاحب الطبع اللطيف والذوق المنيف إذا أمعن النظر في العبارة علم أن إطلاق هذه الكنية على المخدرة الكبرى بعد قوله «يحبها» فيه دلالة واضحة على شدة الحب وكثرة الود.
وقد اختلف العلماء في معنى هذه الكنية العظيمة، وذهبوا فيها إلى مذهب تشعبت فيها آراء الفضلاء الصائبة، وتفرقت أنظار العلماء المستطابة، وكنت مطالبا منذ أمد بالحديث عنها وتوثيق ورودها في الأخبار المسندة لذا قدمت ذكر السند