الخصيصة الأولى في معنى «الكنية» وعموم كنى تلك المخدرة إعلم; أن الكنية من «الكناية» (1)، والكنية تقوم مقام الاسم فيعرف صاحبها بها كما يعرف باسمه، والكنية من مفاخر العرب وعاداتهم، ولم تكن معروفة عند غيرهم من الأمم، وهم يستعملونها توقيرا وتعظيما وتكريما للمكنى، ثم صارت متداولة عند العجم، حيث صاروا يكنون بعبارات وإشارات خاصة عندهم، بل إن العرب يفضلون الكنية على اللقب.
قال الشاعر:
أكنيه حين أناديه لأكرمه * ولا ألقبه واسوءة اللقبا كذاك أدبت حتى صار من خلقي * إني وجدت ملاك الشيمة الأدبا وظاهر معنى البيتين أن الكنية ممدوحة واللقب مقدوح.
وروي عن أمير المؤمنين: «إن الأطفال كانوا يكنون منذ الولادة في صدر الإسلام (2).