غامض علم الله عز وجل قبل أن تخلق بأربعة آلاف سنة» (1) انتهى الحديث.
أما الخبر الثاني: فقد روي عن طريق المخالفين:
روي أن آدم نظر إلى حواء ونظرت إليه فدهشا من جمالهما، فقالا: سبحانك يا الله، أخلقت خلقا أفضل منا؟ فأوحى الله إلى جبرئيل أن خذ آدم وحواء إلى الفردوس الأعلى وافتح باب قصر من قصوره لهما، فأراهما جبرئيل قصرا من ياقوت أحمر، فيه عرش من الذهب، قوائمه من الدر الأبيض، وعليه جارية لم يرد آدم وحواء مثلها، قد أضاء نور حسنها وبهائها ذلك القصر، بل أضاء نورها الفردوس; وعلى رأسها تاج مرصع بجواهر. فقال آدم: من هذه الجارية؟ فقال جبرئيل: هذه فاطمة الزهراء بنت محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم). قال: ومن زوجها؟
فجاء النداء: افتح القصر الآخر من الياقوت، ففتحه فكان فيه قبة من كافور، وعرش من الذهب، عليه فتى يفوق حسن وجهه حسن يوسف الصديق. قال:
هذا زوجها: علي بن أبي طالب (عليه السلام). فسأل آدم (عليه السلام): أله ولد؟ فاوحي إلى جبرئيل: افتح له قصر اللؤلؤ، ففتحه فإذا فيه قبة من زبرجد وعرش من عنبر أشهب، وعليه غلامان هما الإمام الحسن والإمام الحسين (عليهما السلام). فندم آدم على كلامه.
وهذا الخبر منقول في كتاب «نزهة المجالس ومنتخب النفايس» للشيخ عبد الرحمن الصفوري الشافعي.
وهكذا ترى الحديثين يختلفان في المضمون من حيث تعدد القصور والصور الشريفة التي تمثلوا بها.