الخصيصة الخامسة من الخصائص الخمسين في فضائل خديجة الطاهرة (عليها السلام) قال أصحاب الحديث والسير: إن فاطمة (عليها السلام) لم تعش مع أمها خديجة الطاهرة أكثر من خمس سنين (1) وهذه الفترة الوجيزة لم تقع لها الفرصة الكافية للبقاء واللقاء معها، ولعلها تأست في ذلك بأبيها الذي حرم من لقاء أبيه عبد الله، والبنات يشعرون باليتم من موت الأمهات كما يشعر الأولاد باليتم من موت الآباء، ففاطمة (عليها السلام) شابهت أباها من هذه الجهة أيضا، وسنذكر في هذه الخصيصة الخاصة بخديجة الطاهرة من الصحيفة الفاطمية شيئا عن علو قدرها وجلالة مقامها، ففي ذكرنا لسيدة النسوان سرور زوجها وبنتها وأولادها الطاهرين، وإني أعلم أن سرورهم ورضاهم يوجب مغفرة الذنوب ويجلب رضا الله سبحانه.
فأقول: اللهم صل وسلم على هذه المرأة الجليلة، النبيلة، الأصيلة، العقيلة، الكاملة، العاقلة، الباذلة، العالمة، الفاضلة، العابدة، الزاهدة، المجاهدة، الحازمة، والحبيبة لله ولرسوله ولوليه، المختارة من النساء، والصفية البيضاء، حليلة الرسول، وأم البتول، صفوة النسوة الطاهرات، وسيدة العفائف المطهرات، أفضل