من ضمة القبر: فوهبها الله له (1).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد وفاتها: «إلحقي بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون وأصحابه» وكانت «فاطمة (عليها السلام) على شفى القبر تنحدر دموعها في القبر، ورسول الله يتلقاه بثوبه قائما يدعو، قال: إني لأعرف ضعفها وسألت الله عز وجل أن يجيرها من ضمة القبر» (2).
وفي الكافي: «... وأقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كالواله من منزله... فلما أن رأى ما بظهرها قال ثلاث مرات: ماله قتلك قتله الله، وكان ذلك يوم الأحد... فمكثت الاثنين والثلاثاء وماتت في اليوم الرابع... وخرجت فاطمة (عليها السلام) ونساء المؤمنين والمهاجرين فصلين على الجنازة» (3).
وهذا الترحم والعطف النبوي (صلى الله عليه وآله وسلم) على زينب ورقية أقوى دليل على علو قدرهن وجلالة شأنهن. أجل; قد يكون فضلهما نشأ من انتسابهما إلى خديجة (عليها السلام) - على القول بأنهما كانتا بنتين لخديجة (عليها السلام) - أما فاطمة الزهراء (عليها السلام)، بنت سلطان العالمين وخاتم النبيين، ففضائلها ذاتية بالأصالة، فضلا عن فضائلها الخارجية، وكان لها من الفضائل النفسانية والجسمانية والخارجية ما لا يعد ولا يحصى، بل يصعب على العقل حصر كل واحد منها فضلا عن إحصائها.