الخصائص الفاطمية - الشيخ محمد باقر الكجوري - ج ١ - الصفحة ٣٩٢
وجاهلون به تماما، ولا نحسبه عيدا كريما ويوما مشهورا نراعي آدابه ونبتهج به؟!
لماذا كل هذه الغفلة؟
إن هذه الغفلة ناتجة عن إغفال بعض الخواص وإهمالهم بالرغم من معرفتهم فضل هذا اليوم السعيد وشرفه، فإنهم لا يرغبون الناس فيه ولا يحرضونهم على إحيائه.
ولا شك أن فرح الشيعة وسرورهم في هذا اليوم وإحياءهم لذكرى ولادة سيدة النساء يدخل السرور على خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله وسلم) ويرضي رب العالمين ويوجب دخول الجنة.
أما يوم ولادة الرسول الأكرم ووصيه أمير المؤمنين صلوات الله عليهما - فهي ولله الحمد - من الأيام المشهورة في بلاد إيران العلية، وهي من الأيام العظيمة عند الشيعة، حيث تحيي الذكرى بإجلال واحترام، غير أنهم لا يعرفون في الغالب اليوم السعيد والولادة المباركة والعيد العظيم لولادة الزهراء (عليها السلام)، ولا يعملون بما يلزم فيه ولا يقدرونه حق قدره (1). وعليهم أن يغتنموا هذه الموهبة الكبرى والنعمة العظمى

(1) أجل، وفقت منذ سنوات امرأة من محجبات حرم المحبة والشيم، المحترمة الفريدة، والمرأة الجليلة الباسلة، فاحتفلت بهذا اليوم البهيج وأخذت بالبذل والإحسان، ودعت العلويات المحترمات والفاطميات المكرمات إلى ضيافة كريمة دعت فيها أقرانهن وأترابهن من بنات الملوك وعقائل السلطنة، وقدمت لهن ألوان الأطعمة والأغذية والحلويات والفاكهة والمشروبات الحلوة، وأعلنت خارج منزلها ليطلع الأكابر والأكارم والأعاظم والأفاخم من العلويين والفاطميين بكل طبقاتهم ودرجاتهم علماء وغيرهم، أغنياء وفقراء، كبارا وصغارا، بل حتى الصبيان وقدمت لكل فرد منهم هدايا وعطايا خاصة.
وقد زين هذا العمل - وهو من خير الأعمال - بيت السلطنة أيما زينة، وسجل لهذه الدولة عزة أبدية، وكم ذاع صيتهم وصار عملهم هذا محبوبا ممدوحا في الخارج والداخل، وأعتقد أن جملة من الأعيان والتجار اتبعوا هذه السنة في هذه الأعوام وتعلموا من بيت السلطان، ودعوا - وهم ممنونون - السادة بني فاطمة وخدموهم أيما خدمة، وكم هو رائع وممدوح أن يستن عموم رعايا الدولة القاهرة العلية بناء على «الناس على دين ملوكهم» بهذه السنة، ليغتنموا هذه الموهبة الكبرى والنعمة العظمى... (من المتن)
(٣٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 ... » »»
الفهرست