ويقبلوا على هذه الطاعة المقبولة، فيجعلوا الفرح والسرور في ذلك اليوم شعارا لهم، ففي ذلك طول العمر وسعة الرزق وقوة الإيمان ورواج الإسلام وتعظيم الشعائر وتعليم الخير والدلالة على الثواب وإحياء النفوس وابتهاج الخواطر وتقرب إلى قلوب آل العصمة وأداء لحقوقهم، وإرغام لأنوف أعداء الدين وإجلال مقام السادات والفاطميين، بل العلماء الأعلام والأعاظم من المجتهدين.
وأفضل الأعمال في هذا اليوم إقامة المجالس ودعوة الناس عامة، لا سيما بني فاطمة، وتبادل التهاني والتبريكات، وبيان مناقب فاطمة الطاهرة ومآثرها بكل اللغات نظما ونثرا، لتعمر قلوب المستمعين وتتنور بما تسمع، وتزداد معارفهم، ويزداد خلوصهم وتشتد محبتهم، وفتنشر هذه الظاهرة، وتعظم هذه الشعيرة.
والأفضل منه إعانة الفقراء من السادة والفاطميات ورعايتهم، خصوصا الشيوخ والنساء والأطفال منهم، فدعوة هؤلاء الأطهار الأبرار من أبناء آدم أبو البشر سريعة الإجابة، وبذا ندخل السرور على الروح الفاتحة لفاطمة الزهراء من خلال محبة ذريتها الطيبة (1).
وقد بذلت ما في وسعي لتفريغ ذمتي وإنجاز ما في عهدتي فيما يخص هذا العيد السعيد، فحاولت - حد المقدور - أن أجانب القصور والتقصير وأسعى في إشاعة